أيها الواقِفُ في دِوار الأرضِ
ووحشةِ الغابَةِ المسنَّةِ
وأدمغَةِ التضاريسِ
أرى أقدامَكَ الحافلةَ بالملحِ
لها رائحةُ خريفٍ مدمِنٍ
وشوقٌ يزاحمُهُ الغيابُ
لها بيدَرٌ من الصَّمتِ
وكينونةٌ لا متناهيةٌ.
أيها الطفلُ الأرضيٌّ
كُنتَ تخَافُ منَ البَرقِ
فينبضُ في أشلائِكَ شِعراً يباغتُك
وشهوةً لا يحتمِلُها ليلٌ
ولا يضِيرها نسيانٌ .
حينَ يُصيبكَ الوقتُ
وترقُدُ فوقَ مقصلةٍ وحيدةٍ
تُقَتِّمُها الدموعُ
وتجرحُ مخالِبَها النسيماتُ المحلِّقةُ ؛
في العِطْرِ وأشيائِه النَّاقصةِ
وتحتَ أستارِ الصُّنوبرِ المحكيِّ بلغةِ الربيعِ
ولعنةِ الأمطارِ
أنتَ
الآن
أجهلُك
حينَ يصبحُ الماءُ مرآةً لروحِكَ
وتفتحُ الأحلامُ قلبَكَ الحجريَّ
تحترفُ الأناشِيدُ تمزُّقاتِك البارِدة
وتهاجِر فيكَ الطُّيورُ
تتقاذفُكَ المسافاتُ
وتحترقُ فيكَ الهياكِلُ
أيها الطفلُ الأرضيُّ
أعرِفُكَ
وأختلِطُ برعشَتِكَ القلَيلةَ
أنتهِرُ قدومَكَ المتواثبَ
وزرقةَ أصابِعِكَ الموحشةَ
صرخةً بعد صرخةٍ ...
يقدِّسك الباطنُ المجهولُ
وأسمعُ صفيرَ شَفتيكَ
أغتالُ دهشتَكَ المتعَبَة
وصهيلَ ألوانِكَ النازفَةِ من الآخرة
أشتَعلُ على قلبِكَ المصابِ بالتَّقتيرِ
وأستميلُ يدَكَ المتعَبَةَ
أقبِّلُها
فتنفَجرُ بألمٍ لا تحتويهِ النيازكُ
ولا يسمِّمُه الحضورُ
أيها المخضَّبُ بزرقةٍَ تَعدو عليها الكائناتُ
كنتَ تجزِّئ السُّفنَ لتسودَها
تفتحُ البحرَ بيديكَ المأكولتينِ
تقتِّّر صيرورةَ الزَّمنْ
وتَضِجُّ بِنحيبٍ مجازِفٍ
تَهبَُِ من رمادِكَ الغشيمِ
وتطلِقُ الصدفَةَ من بينِ أصابِعِكَ المهاجِمة
تمارسُ حريََّةَ التيهِ
ونشوةَ الإرهاق ِ
وتغترُّ بجاذبيَّةِ الحلمِ
تنقضُّ على النورِ
لتبدِّدَ لونَه المسمَّم .
أيها الطفلُ الأرضيُّ
تكونُ حيثُ الأشياءُ تبتهجُ في أغطيتِها الخجولةِ
أكونُ حيثُ الإنزياحاتُ تحملُها مويجاتٌ أكيدةٌ
ألثمُ في النصالِ وجهََكَ البعيدِ
فنتساقَطُ في رَهبَةِ الدَّم
ونستعصي
نهطُلُ من وريقاتٍ تزنِّرُها القلوبُ الشائِكَةُ
بإغتيالاتِ الفجيعةِ
نُصَعِّد هطولَها الخلاَّبَ ..
ونتداعى
حيثُ الشجيراتُ ذاتُ الضبابِ المنتَحَل
وحيثُ الإنعتاقُ هاويةٌ
لا يدركُها بحرٌ
ولا معنى